نورث بالس
قال الدكتور عبدالإله المصطفى الرئيس المشترك لجامعة روج آفا أن الحلقة الأولى للاعتراف بالجامعة هو المجتمع نفسه، وباقي الخطوات ستتبعها كتحصيل حاصل، وأكد بأنهم وقعوا مذكرات تفاهم مع عدة جامعات عالمية عريقة بهدف قبول البعثات من طلبة روجآفا إليها والتي ستكون خطوة هامة على طريق الاعتراف.
وجاء حديث الدكتور عبد الإله المصطفى خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على شاشة قناة روجآفا، والذي تطرق خلالها إلى كافة الجوانب التي تخص جامعة روجآفا، وجاء الحوار معه على الشكل التالي:
1-وسط ظروف الحرب التي كانت في أوجها في سوريا عامة ومناطق روجآفا بشكل خاص، شهدت عام 2016 ولادة جامعة روجآفا، فما أهمية افتتاح جامعة وسط كل تلك الظروف؟
في ظروف الحرب شهدنا انحصار كبير للعملية التربوية بالإضافة إلى الهجرة ونظرا للفجوة الكبيرة التي اخترقت العملية التربوية، كنا بحاجة إلى تفعيل نظام تربوي، وذلك جراء تراجع العملية التربوية في عموم سوريا ومناطق روجآفا بشكل خاص، وكان هناك رؤية لبناء عملية تربوية جديدة تحت مسمى الجامعة البديلة، الجامعة البدلية يقوم على مبدأ تغيير مايمكن تغييره من الجذور، أي نحن بحاجة إلى بناء شخصية وذهنية ومجتمع جديد وبثقافة جديدة، فالجامعة هي المعلم التي تنتج كل ما يحتاجه المجتمع من موظفين ومختصين، فالحاجة المجتمعية والفراغ التربوي، دفعت لضرورة بناء هكذا جامعة وسط ظروف الحرب.
2-ماهي الهيكلية والنظام التعليمي التي اعتمدتها هذه الجامعة؟ وهل لهذه الجامعة خصوصية تختلف أو ما تميزها عن باقي الجامعات؟
الهيكلية التي بنيت عليها الجامعة هي على وجهين الأول الإداري والثاني أكاديمي، من الناحية الإدارية هي نظام الرئاسة المشتركة وهناك هيئة إدارية ومنسقية عامة للجامعة تضم كافة الكليات والمعاهد، ومجلس الجامعة والمؤتمر العام للجامعة، وهذه المنظومة من حيث البناء البنيوي للهيكل هو نظام ديمقراطي ويستند على آراء الجميع، ورأي الكل مسموع فيه، بالإضافة إلى نظام التصويت على انتخاب الرؤساء المشتركين ومسؤولي الأقسام.
أما عن النظام الأكاديمي هناك هيكلية جديدة تختلف عن بقية الجامعات والنظام الكلاسيكي، ويستند على عدة مراحل ومنها مبدأ الحضور وهو أساسي، وهو ملزم وله درجات ومحددة بـ 10 درجات لحضور الطالب، وألا يزيد غيابه عن 20% من عدد أيام المحاضرات، والغاية منه ماعهدناه في التجارب السابقة أن العلم النظري وبمجرد قراءة المحاضرات وحفظها وتقديم الامتحانات هي عملية مفرغة من المحتوى ولا تستند إلى معايير ومقاييس أكاديمية، والحضور له معاني تتضمن تقييم الطالب واشراكه في المحاضرات، كحلقات البحث والوجود في المخابر والورش بالإضافة إلى الامتحانات، فإن لم يكن حاضرا في كل هذه المراحل لن يكون تحصيله في المستوى المرجو.
3-المناهج التي يتم اعتمادها وتدريسها في الجامعة، هل استمدت من مناهج إحدى الجامعات الإقليمية أو الدولية، أم أنها خاصة بجامعة روجآفا وتم وضعها من قبل لجان إعداد المناهج خاصة بالجامعة؟
اعتمدنا على الطريقتين، فمن جهة استفنا من تجارب الجامعات المحلية والعالمية من حيث وضعها للمناهج واعتمدنا على بعض المناهج الجاهزة ولكن كجزء ضئيل، ولكن بحسب خصوصية جامعة روجآفا وخصوصية المجتمع نحن بحاجة إلى منهاج جديد كلي، فنحن مجبرين على اتباع منهاج جديد وأسلوب جديد، الأمر الذي دعانا للسعي لبناء منهاجنا الخاصة، لذا العمل جاري على قدم وساق في هذا الإطار، ومن ناحية العلوم النظرية نحن بحاجة إعادة انتاج الفكر الأدبي والنظري ما دفعنا للاعتماد على ذاتنا وأفكارنا، ولكن هذا لايعني الخروج من نطاق البحث الأكاديمي العالمي ومنهجية البحث، ولكن الشرح والتفسير والتحليل ستكون برؤية جديدة، وهذا مانسعى إليه عبر تطوير مناهجنا.
4-البعض يتهم مناهجكم بأنها مؤدجلة، ماحقيقة الأمر؟
موضوع الأدلجة من المواضيع المهمة من الناحية الأكاديمية، ولكن نحن في جامعة روج آفا نتجنب موضوع دمج المبادئ الإيديولوجية مع النظام التعليمي، فالعلوم التطبيقية والعلمية أصلاً لايمكن الحديث عن مايسمى الأدلجة فيها كالرياضيات والكيمياء وغيرها، وموضوع الأدلجة قد تجد لها ثغرات في مواد كالتاريخ والجغرافية والأقسام الأدبية الأخرى، ومع ذلك فإن هذه المواد لدينا تُدرس بموجب المناهج الدولية العالمية المعترف بها من حيث منهجية البحث وطرق ووسائل البحث، ونبتعد عن كل ما يخص ويمس حساسيات لغة أو قومية أو دين أو أفكار محددة بعينها، ونحاول أن نكون علميين وأكاديميين في طرحها، علماً أنه لاتخلو كافة الجامعات في العالم من وجود مادة الثقافة المجتمعية والتربوية، ونحن لدينا بهذا الخصوص مادة عن الأمة الديمقراطية ولديها ساعات محددة ومدرسين مختصين لإعطائها.
5-حين يتم ذكر اسم جامعة روجآفا، يتم تعريفها في الإعلام وبين المجتمع على أنها جامعة كردية، ما مدى صحة هذا الكلام؟
حقيقة جامعة روجآفا هي جامعة كردية من حيث التعريف، واللغة الرسمية فيها هي الكردية، ولكن حتما لن ولا نتجاهل ثقافة مجتمعنا المتعددة، وبدليل لدينا قسم الأدب العربي، وجاهزون لافتتاح أقسام الأدب السرياني أو التركماني وغيرها في حال توفر الأكاديميين المختصين بها، كما ما يميز جامعتنا أننا افتتحنا أفرع جديدة مثل العلوم الدينية التي تركز على ثقافات وأديان مختلفة في مجتمعنا كالإسلام والمسيحية والإيزيدية، فالجامعة هي كردية بحتة ولكن تقبل التعددية والتعامل مع كافة الثقافات في روجآفا.
6-ماهي الكليات والمعاهد الموجودة في جامعة روجآفا حالياً؟
نبدأ من كلية الطب البشري التي انضمت إلى جامعتنا العام الماضي، وكلية العلوم الدينية، وكلية الهندسة العمارة البيئية ومعهد الهندسة المدنية، وكلية الآداب والعلوم الاجتماعية وفيها 4 أقسام، وكلية العلوم التربوية وفيها 7 أقسام، كلية هندسة البترول والبتروكيماء، بالإضافة إلى معهد الإداري المالي، ومعهد الإعلام ومعهد الميكاترونيك، بالإضافة إلى كلية الحقوق التي افتتحت العام الدراسي الجاري.
7-هل هناك كوادر تدريسية كافية لتغطية كل هذه الكليات والمعاهد؟
حقيقة عانينا كثيراً من موضوع تأمين الكوادر التدريسية، وتعتبر من أبرز التحديدات لتطوير الجامعة، ولكننا وحين وضع خطة لافتتاح أي كلية أو معهد او قسم في الجامعة يحيلنا الأمر في البداية إلى دراسة تأمين الكوادر لها وموضوع المناهج وإمكانية تأمين المكان والقاعات وما يتعلق بها من إمكانيات، ويتم تدارسها في البداية، وبعد تأمين تلك المتطلبات أو معظمها يتم العمل الفعلي على افتتاحه.
8-هناك من ينتقد الإكثار من افتتاح الكليات والمعاهد في هذه الجامعة ويرى أنها مضرة لقلة الكوادر المختصة، وقلة عدد الطلاب فيها؟ ما رأيكم بهذا النقد؟
هذا النقد مقبول وقد يكون فيه وجهة نظر، ولكن المجتمع بحاجة ملحة إلى مجالات أوسع من الموجودة حالياً، فنحن بحاجة إلى افتتاح كليات الاقتصاد والعلوم السياسية وكافة الأفرع الهندسية كالاتصالات والكهربائية والمائية، وكليات الصيدلة وطب الاسنان وغيرها، فكلها احتياجات مجتمعية ضرورية، ولكن النقد مقبول من ناحية صعوبة تأمين الكادر التدريسي القادر على حمل العبء، ونحن نحاول حاليا إلى تدارك الموضوع وتضميد الجراحات باعتبار أن معظم الأكاديميين إما هاجروا والموجودين لا يريدون الانضمام أو لايثق بعضهم بالجامعة وبخطواتها، ولكل منهم رؤيته، ونحن لدينا الحلول الإسعافية البديلة وذلك عبر خطة البحث عن الكادر الأكاديمي والاقتداء بالجامعات العالمية التي بدأت بهياكلها التنظيمية والتي اعتمدت في البداية على الكوادر الخارجية، إما استيراد الكادر او توريد البعثات لتحصيلها العلوم والانضمام إلى علمية البناء، وهناك مقترح ثالث وهو انتقاء الطلبة المتميزين الأوائل، ونسعى ضمن خطط نعدها الآن إلى تطوير إمكاناتهم وتدريبهم من الناحية الأكاديمية والإدارية لحمل عبء العملية التعليمية، ولكن هذه الخطة تحتاج إلى بعض الوقت باعتبار الإمكانات المتوفرة حاليا فيها ضعف، ونحن بحاجة للوقت لتدارك هذه النقطة.
9-كان من بين أبرز المواضيع التي أثارت التخوف لدى المجتمع حيال هذه الجامعة هي عدم حصولها على اعتراف رسمي؟ إلى أي مدى تؤثر هذه الفكرة على الإقبال على الجامعة؟
دعنا نناقش هذه النقطة من عدة زوايا، فأولا المجتمع هو الحلقة الأولى في موضوع الاعتراف، والمجتمع الواثق من نفسه والراغب في التحرر، والواعي لكينونته ولفكرة وجوده ولموضوع الظلم الذي يحيط به ويهدد لغته وثقافته ووجوده، عليه أن يسعى إلى تجديد وتوريد مفاهيم جديدة لمنظوم الحياة التي يعيشها من الناحية الثقافية واللغة، ونحن كمجتمع كردي عانينا من موضوع منع اللغة، وهذه الجامعة بالنسبة لنا كانت بمثابة حلم وتحقق، طبعاً نحن لا نقول المجتمع ليس له الحق في التساؤل حول مدى جدية العمل الحالي ولكن علينا كمجتمع الاعتراف به والثقة به، فالخطوة الأولى تبدأ من المجتمع لدعم هذا الحلم الذي تحقق، لننتقل إلى الخطوة الثانية، وهي في تطوير المستوى التعليمي والبحث والأداء والمخابر والإنتاج والمشاريع، وإن استطعنا أن نتميز ونحقق ما عجزت تحقيقه بعض الجامعات المحلية وفي الشرق الأوسط، فحينها سيكون الاعتراف بها هو تحصيل حاصل.
من زاوية أخرى في موضوع الاعتراف الأمر متعلق بالملف السياسي، وفي هذا الشأن تسعى الإدارة الذاتية بجهود جبارة ضمن علاقاتها مع المجتمع الدولي لدعم هذه الجامعة، وهناك دعم ملموس للإدارة والمؤسسات التي شكلتها من قبل عدد من الدول والأطراف العالمية، لذا علينا أن نعلم أن نحاول وألا نجلس وننتظر أن يأتي أحد ويعترف بنا دون أن يرى نتاجاتنا، فحينما نحقق التطور سيأتي الاعتراف بعدها تلقائياً.
10-هل كانت لكم أي مساع للحصول على اعتراف أو تبني جهات وجامعات عالمية لجامعتكم؟ وماهي مستوى العلاقات التي وصلت إليها جامعة روجآفا مع العالم؟
هذا يحيلنا إلى موضوع آخر وهو موضوع علاقاتنا كجامعة روجآفا بالخارج، وهنا لدينا منظورين للعمل عليه الأول هو بناء علاقات أكاديمية في التعاون والتبادل الثقافي والتربوي مع الجامعات التي تقبل التعاون معنا، والثاني قد يكون موضوع الاعتراف جانب من هذه العملية وهو مهم بحسب النظرة المجتمعية ولكن نحن لا ننظر إليه كقضية الاعتراف هو الهدف لنا بقدر ما نطمح إلى تطوير المستوى التعليمي والأكاديمي لطلابنا ومدرسينا، والاعتراف في هذه العملية ستكون من المحاور المهمة. طبعاً هناك مبالغة في موضوع الاعتراف لدى تواصلنا مع بعض الجامعات، كما هناك عوائق من ناحية وثائق السفر والجوازات والعلاقات المباشرة والزيارات، ولكن نعمل على ناحية قبول طلابنا لإكمال الدراسات العليا في تلك الجامعات، وستكون هذه من الخطوات المتميزة جدا في موضوع علاقاتنا مع الجامعات، واستطعنا توقيع مذكرات تفاهم مع بعض الجامعات المتميزة، ومن بينها التوقيع مع ( جامعة كالفيورنا وهي أكبر الاتفاقات وجرى التوقيع منذ عام 2019، ومع جامعة بارما الإيطاليا، ومع جامعة إيندرلير الألمانية، ومؤخرا توقيع مع جامعة واشنطن ستايت الأمريكية” بالتنسيق مع منظمة كردستانية.
11- ما هي هذه الاتفاقية وما أهميتها، وفائدتها على الجامعة وطلبتها؟
الجانب المفيد في هذا الموضوع هو الجانب الأكاديمي والارتقاء بالجانب العلمي وهذه الجامعات لديها خبرات عريقة ولديها سمعة طيبة ولها مراتب متقدمة في التصنيف العالمي، بالإضافة لو أننا حصلنا منهم على قبول طلابنا في تلك الجامعات لإكمال الدراسات العليا سنكون قطعناً خطوات متقدمة على طريق الاعتراف الرسمي بجامعتنا.
12-رغم كل تلك التحديات حصلت جامعة روجآفا مؤخراً على تقدم في تصنيفها عالميا وتقدمت على جامعة قرطبة في التصنيف؟ كيف تقيمون هذا التصنيف؟
الموضوع كان رفعا للمعنويات بالنسبة لنا ولطلبتنا ومدرسينا والمجتمع، والأمر جاء بفضل الجهود والعمل الدؤوب لكادرنا التدريسي وطلابنا، طبعا لم يكن هدفنا هو التقدم على جامعة بعينها، بقدر ماهو العمل على الارتقاء بالمستوى التعليمي والأكاديمي وبناء نظام أكاديمي ومناهج متميزة لجامعتنا.
13-أيضاً وفي خطوة تحسب لكم، مشاركة المفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي في محاضرة ألقاها لطلبة “جامعة روج آفا” في الفترة الماضية، كيف التمستم رؤية وتقييم هكذا مفكرين وأكاديمين لجامعة روجآفا؟ وما أهمية استضافة هكذا شخصيات معروفة؟
كل هذه الأمور تدور في فلك واحد وهو رفع المستوى الأكاديمي في الجامعة لدى تواصلنا مع الكوادر الأكاديمية والجامعات، كان من بين الشخصيات المتاحة شخصية الباحث المتميز نعوم تشومسكي، وبصراحة فاجأنا بتواضعه ورغبته في إلقاء هذه المحاضرة، وكان التحضير يتم له عبر عدة شبكات، ومن أبرزها طريق مؤسستنا التعليمية قسم الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية وكان للدكتور سردار سعدي مشكورا دور هام لترتيب هذه المحاضرة، طبعا المشاركة لاقت استحسانا من قبل الجميع.
كما لدينا الكثير من المحاولات المماثلة ونسعى لتحقيق المزيد من هذه المحاضرات التي يمكن تنظيمها في الفترات القادمة وهي ضمن خطط الجامعة لجعلها فصلية.
14-في العام الماضي تم افتتاح كليتين ذات أهمية في جامعتكم وهما الطب والإعلام، ما الذي دعاكم لافتتاح هكذا كليات تحتاج لكوادر تدريسية مختصة وذات خبرة عالية؟ وكيف تقيمون أوضاعهما في السنة الأولى؟.
حقيقة لم تكن الطب والإعلام القسمين الوحيدين الذين تم افتتاحهما وكان هناك الحقوق والعلوم الدينية وقسم الأدب العربي، وفي هذا الإطار جميع الكليات بحاجة إلى كوادر أكاديمية تكون متميزة وحمل العبء التربوي في القسم المتاح، ونشاطركم الرأي في أهمية الطب والإعلام وحاجتهما إلى كادر متميزين، فالطب كانت أكاديمية تابعة لهيئة الصحة، وتم النقاش لضمها إلى الجامعة ككلية لتحقيق إشباع حاجة المجتمع من الناحية الطبية وتحقيق مستوى أكاديمي مقبول واعتمدنا على الكوادر الطبية في روج آفا وانضم إلينا قسم لابأس به من الأطباء مشكورين، ونعمل لتأمين كل مايلزم من ناحية المخابر والحصول على كادر أكاديمي من الخارج، والمحاولات لاتزال جارية، ونستطيع أن نقول أن الوضع في السنة الأولى مقبول، ولكننا بحاجة إلى تقوية العملية الميدانية في المشافي ونحن الآن بصدد التوصل إلى مرحلة التخصص في بعض المجالات وهي تحتاج إلى عملية تطبيقية ومخابر وماشابه، والموضوع بحاجة إلى عمل أكبر ووقت أكثر.
وبما يخص الإعلام تواصلنا مع عدة شخصيات إعلامية وكادر تعليمي، واجتزنا القسم الأول ودخلنا القسم الثاني وأمنّا الكادر الأكاديمي المقبول، ومنهم يحمل شهادات الماجستير في الإعلام، والبعض له تجارب وخبرات كبيرة في المجال الإعلامي في روجآفا.
15- باعتبار أن كل هذه الكليات والمعاهد تحتاج إلى مزيد من الكوادر التدريسية، هل لديكم مخططات لافتتاح أقسام للدراسات العليا، أو تحضير كوادر تدريسية؟
نعم، تم بناء هيكل لمنظومة الدراسات العليا بقسميه العلمي والأدبي، والقسم العلمي تم اكتمال البناء فيه كالنظام الداخلي له، أما الأدبي لازال العمل جاري لبنائه وتفعيله، ومن إحدى العقبات التي تواجهنا هي إيجاد الكادر الأكاديمي القادر على حمل عبء تدريس طلبة الدراسات العليا، لأنها بحاجة إلى مختصين، وهذا الكادر المختص العدد المقبول الموجود حاليا غير كاف، نسعى لتأمين الكادر من خارج روجآفا بالاعتماد على تقنية الأون لاين وحتى إمكانية حضورهم هنا وتأمين احتياجاتهم، ونعود ونؤكد أن التجارب الأولية تحتاج إلى ضخ الروح لعمليات البعثات إلى جامعات خارجية، وبحاجة إلى تفعيل ميزانية قوية وحقيقة لإيجاد كادر أكاديمي.
وفي هذا الإطار لدينا مساعينا، وتواصلنا مع أكاديميين في جميع أنحاء العالم، وأطلقنا بهذا الخصوص حملة 19 تموز العام الماضي، وتواصل معنا على اثرها أكثر من 150 أكاديمي من جميع التخصصات حول العالم عبر بريدنا الالكتروني وأبدو رغبتهم في دعمنا ومساعدتنا في بناء الهيكلية الأكاديمية.
16-ظهرت في الآونة الأخيرة مشكلة تمثلت بفصل الجامعة لعدد من الطلبة من السنة الأولى؟ ما حقيقة الموضوع، ولماذا تم فصلهم، وإلى أين وصل الموضوع؟
طبعا هذا الموضوع يتعلق بتجربتنا التعليمية خلال 5 أعوام من عمر الجامعة، كما أشرنا لموضوع هبوط المستوى التعليمي كنتيجة انقطاع المنظومة التعليمية عن العمل، وانقطاع الكوادر التعليمية عن العمل، وبالمحصلة أدت إلى وجود مستوى متدني من الناحية التعليمة، وارتأينا إلى معالجة هذه المشكلة بإيجاد سنة تحضيرية للطلاب المنضمين للجامع وفي هذه السنة نحاول فيها اختبار مستوى الطلبة في المواد الأساسية، وحاولنا تأسيس الأرضية المناسبة لمستوى محدد من العلوم الأساسية التي كان من المفترض الحصول عليها الطلبة في المرحلة الثانوية، وحاولنا أن نكون صارمين في هذا الأمر لمعرفة إن كان هذا الطالب يمكنه إكمال الجامعة أم سيكون عبء على الجامعة، وحددنا مواد أساسية في كل الأقسام فإن كان الطالب سيتجاوز هذه المواد التي تكون هي المداخل لهذه العلوم، فإن تجاوز نعتقد أنه سيمكنه الإتمام، وإن لم يتجاوز العلوم الأساسية لا يمكنه الاستمرار، وبموجبه تم استبعاد عدد من الطلبة الذين لم يتمكنوا من تجاوز المرحلة التحضيرية، ولكن جدنا أن الحديث عن الأعداد المستبعدين عن الجامعة مبالغ فيه، علماً أننا عملنا فيما بعد التساهل قليلاً وتخفيف المعايير والشروط وقبول بعض الطلبة، والعدد الذي تم استبعاده مابين 30 و 40 طالب فقط.
يعني هذه كانت رؤية أكاديمية للارتقاء بالمستوى التعليمي للجامعة.
17-ماهي الخدمات التي تقدمها جامعة روجآفا لطلبتها؟
الخدمات الحالية لاتميز فيها، كالسكن الجامعي ودعم بعض الطلاب المهجرين من المناطق المحتلة، وقدمنا لهم الدعم الاجتماعي. وافتتحنا معهد اللغات لتقوية الطلاب في اللغات الانكليزية والكردية، وتجاوزت الطلاب وبات ينضم إلهيا المدرسين أيضاً.
18-هل لديكم أي مخططات ومشاريع جديدة للعام الدراسي القادم؟ كافتتاح أقسام جديدة مثلاً ؟
هذا الأمر يحيلنا إلى موضوع المفاضلة القادمة، وأعداد الطلبة الوافدين، خاصة أن العام الجديد سيكون أول عام لانضمام طلبة البكلوريا من مدارس الإدارة الذاتية إلى الجامعة، وتقدر أعداد طلبة البكلوريا بأكثر من 4 آلاف طالب، وكل من ينجح فيها سيقدم في هذه الجامعة، ونحاول إيجاد بعض الحلول لهذه الأعداد الكبيرة كافتتاح أقسام جديدة وتحديد مستويات القبول في الكليات والمعاهد، وهناك رؤية جديدة يتم دراستها حيث إننا بصدد فتح معاهد فنية، لإتاحة الفرصة أمام جميع الناجحين في البكلوريا الانضمام للجامعة، وهذه المعاهد قد تكون معاهد كهرباء الكترون كمبيوتر وتقنية وغيرها.
حاوره: لزكين إبراهيم
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.