ديرك- نورث بالس
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا تأخر هطول الأمطار في الموسم الحالي، والتي أثرت سلباً على الزراعة في بعض المناطق، ويقدر نسبة هطول الموسم الحالي أقل بضعفين من السنوات الماضية.
وتأخر الهطول في بداية فصل الشتاء، كان له تأثير سلبي في تأخير نمو المحاصيل، في عموم مناطق شمال وشرق سوريا وتفاوتت نسبة التضرر بحسب جغرافية كل منطقة على حدا.
ففي مدينة ديرك وقرى برآف وبعد منخفض جوي وهطول كميات من الأمطار الربيعية زال الخطر الذي كان يهدد المحاصيل.
أما في منطقة الكوجرات لا تزال أراضيها تحتاج إلى كمية من الأمطار كون طبيعة تربة المنطقة تحتاج إلى كميات أكثر بحسب قول المزارعين.
حيث بلغت كمية الأمطار الهاطلة خلال الموسم الحالي حوالي 330 مم، وبلغت هطولات شهر آذار في منطقة ديرك والقرى المحاذية لنهر دجلة ما يقارب70 مم بحسب مختصين، وكميات أقل من ذلك في منطقة كوجرات وباقي مناطق إقليم الجزيرة.
وبالمقارنة مع الموسم السابق فإن كمية الأمطار تصل إلى 900 مم في مثل هذه الأوقات من السنة، وتعتبر الكمية الهاطلة جيدة في مدينة ديرك وقرى برآف وبكمية قليلة لمنطقة كوجرات.
وتراجع مساحة زراعة القمح التي تعتبر محصول استراتيجي في المنطقة وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية الزراعية كونها تستورد بالعملة الأجنبية، لتصل المساحة المزروعة إلى 35 ألف هكتار في ديرك وريفها، مما يضطر المزارع إلى زراعة محاصيل بديلة وأقل تكلفة.
وبعد زراعة القمح تأتي زراعة الكزبرة في المرتبة الثانية ووصل مساحتها إلى أكثر من 15 ألف هكتار لقلة التكاليف، في حين كانت مساحة زراعة الكزبرة في الأعوام الماضية لم تصل إلى 5 آلاف هكتار، فيم تأتي الحمص في المرتبة الثالثة والتي وصلت أيضاً إلى 5 آلاف هكتار في المنطقة”.
وفي هذا سياق قال مدير مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في ديرك المهندس صلاح حمزة لشبكة “نورث بالس” إن ارتفاع الدولار أثّر سلباً على الفلاح، مما لاقى بديلاً لزراعة بعض المحاصيل الأقل تكلفة من القمح مثل الكزبرة والحمص لقلة تكاليفها”.
وأشار حمزة” بأن الموسم الحالي جيداً في منطقة ديرك حتى الآن إلا إن هناك مخاوف في حال تراجع مساحة زراعة القمح في المنطقة حيث ستؤثر سلباً على المنطقة خلال الأعوام القادمة، وتقع على عاتق الإدارة الذاتية بدعم المحاصيل الزراعية وتوفير متطلبات الفلاحين بأسعار مناسبة”.
وناشد المهندس صلاح حمزة الفلاحين الاعتماد على زيادة مساحة القمح في السنوات القادمة كونها المحصول الرئيسي في المنطقة، ويتوجب عليه الاعتماد الذاتي من خلال تطبيق الدورة الزراعية الذي يخفف من الأسعار”.
وبدوره قال أحد مزارعي ريف ديرك “وديع اسكندر” رغم تأخر الأمطار إلا إن الموسم الحالي جيد وخاصة بعد هطول الأمطار في فصل الربيع”.
واشتكى المزارع اسكندر من ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية رغم توفرها إلا إن ارتفاع الدولار شكل عبئاً على كاهل الفلاحين والمزارعين أيضاً.
وأشار المزارع اسكندر إن تحديد أسعار المحاصيل من قبل الإدارة الذاتية كانت جيدة أثناء شرائها من فلاحي ومزارعي المنطقة العام الماضي، ويتأملون أن تحدد أسعار مناسبة أيضاً لمواسم العام الحالي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.