مع اشتداد أزمة الوقود الخانقة في سوريا، ووسط شح المحروقات، بات غياب وسائل النقل العامة في مناطق سيطرة الحكومة السورية أمراً شبه كامل، كما أصبحت مشاهد الازدحام على المواقف مألوفة تماماً، يرافق ذلك عجز تام من قبل المواطن عن إيجاد البدائل.
وعلى الرغم من أن المأساة لم تعد جديدة، إلا أنها اشتدت كثيراً في الآونة الأخيرة، فمناطق الحكومة تعيش هذه الأيام، أزمة كبيرة على محطات الوقود، بسبب تخفيض الحكومة المخصصات الموزعة على المحافظات السورية.
انتظار بالأيام
فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن طوابير السيارات والآليات على المحطات غدت تنتظر أياماً كي تملأ خزاناتها، متزامنة مع ازدياد طوابير الأهالي على المواقف العامة في الطرقات، بانتظار وسائل النقل العامة التي باتت شبه معدومة بسبب ما تعانيه مناطق الحكومة من أزمة وقود حادة متواصلة ومتصاعدة.
كما أن كل القطاعات باتت تلحق بعضها، فأزمة المواصلات هذه جعلت معاناة الطلاب والموظفين بالذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم ووظائفهم أكثر تعقيداً، في ظل ارتفاع أجور النقل الخاصة.
انحسار الحركة في دمشق وباقي المحافظات
وخلال الأيام الماضية، أكد المرصد انحسار الحركة في شوارع العاصمة دمشق إلى حد كبير، إثر تصاعد الأزمة، عازياً ذلك إلى قرار ما تعرف بـ “لجنة المحروقات” في محافظة دمشق بتخفيض كميات تعبئة مادة البنزين للسيارات السياحية الخاصة والعامة بنسبة 5%، أي تخفيض تعبئة البنزين ليصبح /20/ ليتر كل 7 أيام للسيارات السياحية أي الخاصة، و “20” ليتر كل 4 أيام للسيارات العامة “التاكسي” و “20” ليتر للسيارات العاملة على الخطوط الخارجية لبنان والأردن كل 4 أيام، إضافة إلى ايقاف تزويد الميكروباصات “السرافيس” بكميات المازوت المخصصة لها كل يوم جمعة حتى إشعار آخر والاكتفاء بعمل باصات الشركة العامة للنقل الداخلي.
أما باقي المحافظات، فقد ازدادت أزمة الوقود فيها كافة نتيجة تخفيض كميات الوقود المقدمة يومياً، وسط استياء شعبي كبير حيال ذلك.
وأشار المرصد إلى أن أزمة الوقود الحادة والمتصاعدة في عموم الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، تسببت بتوقف حركة النقل بنسبة كبيرة في محافظتي طرطوس واللاذقية، مؤكداً وجود حالة شلل بحركة السير في عموم المحافظتين على الساحل السوري.
تصريح غريب
يشار إلى أن وزارة النفط في حكومة دمشق كانت بررت قبل أيام، اشتداد أزمة الوقود إلى تعطّل حركة عبور قناة السويس بسب جنوح سفينة إيفين غيفين الأسبوع الماضي.
وأضافت أنها تعمد إلى ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية لتجنّب انقطاعها، متناسية تماماً أن أزمة النفط أضحت ظاهرة تشغل حياة السوريين بشكل يومي تقريباً وقبل فترة كبيرة من أزمة قناة السويس، التي لم يكن ماراً عليها سوى أيام قليلة، وحتى بعد حل مشكلة السويس لم يتغير حال سوريا أبداً.
المصدر: العربية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.